بخصوص اعاده الصلح بين الشرطه والشعب
أفتكر وانا صغير(انا حاليا 58 سنه ) ولغايه وقت قريب كان فى حاجه عندنا فى اسكندريه (الغاليه) وبالاخص فى منطه بحرى مسقط رأسى( ونور عينى) ..كان فى حاجه اسمها الجلوه..ا ل ج ل و ه
معرفش اصل الكلمه لكنى نشأت منذ طفولتى على ان يوم استطلاع رؤيه هلال شهر رمضان هو يوم
الجلوه..كان فى اليوم ده لازم كل الناس يتناولون السمك فى وجبه الغذاء ومن بعد صلاه العصر يبدأ شارعنا وهو شارع التتويج سابقا وأسمه حاليا السيد محمد كريم وهو الشارع المؤدى الى مسجد ابو العباس المرسى فى الاستعداد لاستقبال الجلوه.
ماهى الجلوه..هى عباره عن موكب للشرطه يبدء تجمعه وانطلاقه من ميدان محطه مصر بالاسكند ريه
يتقدم هذا الموكب عدد رمزى من سيارات شرطه النجده وعدد من موتيسكلات المروروالاوناش يليهم عدد من سيارات الاطفاء يليهم فرقه الشرطه للموسيقى النحاسيه تعزف مقطوعات حماسيه يقشعر لها البدن يليهم موكب الخياله وهم جنود شرطه يمتطون الخيول فى شموخ وكبرياء ..يليهم طابور عرض لجنود الشرطه فى خطوه منتظمه قويه تتزلزل الارض من تحت أقدامهم ويتقدمهم كبار ضباط الشرطه بزيهم المذهب بالنياشين ...وفى خلف كل هذا يأتى موكب جماعه الطرق الصوفيه بمختلف طوائفها الشاذليه والحوامديه والاسماعيليه..الخ بالطبول والدفوف والشخاليل والمزاميروراقصى التنوره ...الخ.
كأنه عرس او زفه لشهر رمضان شهر التسامح والخير.. كان هذا من ناحيه الشرطه اما من ناحيه الشعب كانت الصوره كلاتى .. كانو بنات بحرى جيرانا يتنافسون فى اطلاق الزغاريد من البلكونات ...والاطفال يلقون بقصاصات الورق الملون من البلكونات.. وميسورى الحال منهم كانو يلقون على الشرطه البونبونى من الشرفات اما اصحاب المحلات اسفل منزلنا فكانو يتنافسون فى حمل المباخر والنفخ فيها لتنبعث منها الدخان بكثافه ليقطعون الموكب ويلوحون بمالباخربحركه دائريه فوق رؤس عساكر الشرطه مهللين بالصلاه على النبى (صلى الله عليه وسلم) وآخرين يوزعون الملبس والشربات .ثم بعد ذلك ينتهى الموكب عند مسجد ابو العباس المرسى حيث يمر الموكب على صوان تم اعداده خصيصا لمحافظ الاسكندريه وقائد المنطقه العسكريه الشماليه وكبار المسئولين ..اسوه بما هو كان متبع ايام الملك فاروق .. رحمه الله عليه حيث يلتفت الجنود الى اليمين تحيه مرور الموكب ويقف المحافظ والمسؤلين لرد التحيه.
هل تخيلتم معى هذه اللقطه؟..تخيلتم هذا المشهد الرائع.. لو اجتمع جميع مخرجى الافلام العالميه على ان يوظفو قدراتهم لوصف هذه الحاله لفشلو جميعا..
ولكى نعيد الصلح بين الشرطه والشعب والالتفاف حول القيادات يجب علينا اعاده احياء هذه المراسم فى مثل هذه المناسبات وغيرها
ايضا يجب ان نستغل موسيقى الشرطه فى النزول الى الميادين وبالاخص ميدان التحرير فى المناسبات الاسلاميه والمسيحيه والوطنيه لما لتأثير الموسيقى الوطنيه اثره الكبير فى نفوس الشعب بل والمقاتلين فى الحروب ومن الممكن ايضا اثناء المناسبات الرياضيه ..ستجد ان فرقه الشرطه الموسيقيه تعزف مثلا ياحبيبت يا مصرفى ميدان عام .ماذا تتوقع من الجمهور ؟ سوف يغنى مع الموسيقى ..وبكده نكون جعلناهم فرقه واحده الشعب والشرطه تعزف وتغنى لمصر أغنيه واحده. وما اكثر واجمل اغانينا الوطنيه ..
هذه المواكب سوف تكون محفزه للشباب الصغير للالتحاق بالشرطه بدلا من الحاله التى وصلنا اليها.
لعلها فكره قد يفيدنا طرحها على المسؤلين بطريقتكم ..والله الموفق ولعلها معرفه خير فى حب مصر باذن الله.
قبطان / على هليل
Aliholail@yahoo.comابو ظبى
+971 50 4418921
مصر
00 2 0123587979