لغتى جميلة
قال تعالى : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .(وقضى ربك الا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا . إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريما) . الإسراء آية 23
(أف لكم ولما تعبدون من دون الله أفلا تعقلون) . الأنبياء آيه (67)
(والذي قال لوالديه أف لكما أتعدانني أن أخرج وقد خلت القرون من قبلي وهما يستغيثان الله ويلك آمن إن وعد الله حق فيقول ماهذا إلا أساطير الأولين) الأحقاف آيه 17
المتأمل لهذه الأيات وما ورد فيها من كلام الجبارالحكيم ليجد الاحكام في حبك الكلمات وصفها بقدرة فائقه واضفاء عليهن معنى مختلف من حيث الفهم . ففى الآيات تكراره كلمة واحدة هي (أف) ذات الاحرف . الألف المضمومة والفاء المشدودة وتحتها كسرتين جميعها . ولكن نوع الخطاب مختلف ففى الآيه الأولى والثالثة تتفق في توجه نوع الخطاب للوالدين الأول أمر الله الانسان بعدم الزجر للوالدين والقول الفاحش لهما وقول الليونه والتواضع لهما والخضوع لانهما هم السبب بعد الله في وجوده الى هذا الكون . أما الثالثه فهذا حوار سوف أوضحه لاحقا.
بينما الثانية كلام إبراهيم الخليل إلى قومه في عبادة الأصنام فهو تحقير لآلهتهم وتسفيه لها وجعلها في مصاف الاستهزاء وهنا يتجلأ لنا أن هذه الكلمة اختلفت في معناها عندما تحركت من موضوع لأخر . ففي الموضوع الاول بمعنى التكبر والتعالي والموضوع الأخر التحقير والاستهزاء فهي كلمة اصبحت ضد بعضها البعض باختلاف استخدامها وتوجيه الحديث فيها .
وهنا ندرك عظمة هذا الكتاب (القرآن الكريم) وكيفية اسلوبه في سياق وضع الكلمات مما يصعب على أي كان من كان الاختيار مثل ذلك . وصدق الله تعالى عندما قال (قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لايأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا) الإسراء آية (88)
ونلاحظ هذا الحوار في الأيه الثالثه :-
والذي قاله لوالديه . . . لتظهر لنا روعة لغتي الجميلة وهو حوار بين إبن عاصٍ ووالديه رحيمين عليه مشفقين به من غضب الله ينذرونه من تكبره وهو متغطرس
(والذى قال لوالديه ).
- أف لكما اتعد أنى أخرج وقد خلت القرون من قبلي .
(أنتم تأتون بكلام لايعقل أن لكم بهذا الحديث أنا لا يمكن أن أبعث . وانما هي موته لا حياة بعدها وهذا كلام هراء لا صحة له . ان الخروج من القبر هذا مستحيل
أنا اتضجر منكم ومن حديثكم ).
. الوالدان يستغيثان الله أي يطلبان الغووث والمعونه على إبنهم ليعيده الى رشده . إذا لم يعد سوف يهلك .
-ويلك آمن أن وعد الله حق .
إن البعث يوم القيامة هذا أمر مفروغ من التصديق به وأنه أتٍ لا محالة.
لكن عناد الإبن أكبر من قدرة الوالدين على الاقناع فيقول .
(ماهذا إلا أساطير الأولين).
نسأل الله لنا ولكم الثبات على الحق .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . والى الملتقى بمشيئة الله وعونه في موضوع جديد من لغتى الجميلة
أرجو أن أكون بعون الله قد أصبت . وإن أخطأت فمني والشيطان.