بداية يجب أن أؤكد بوضوح أني ضد جميع الاتهامات بالتخوين و افتراض سوء النوايا بل على العكس أنا افترض و اتمنى أن يكون جميع الموجودين على الساحة السياسية المصرية الآن يعملون لصالح مصر و لصالح مصر فقط.
الموضوع الذي سأتناوله هنا عن الواقع الذ ي أصبحنا نعيشه منذ يوم التنحي.و قد صدمت حين أصدر المجلس العسكري بيانه رقم 69 الذي اتهم فيه لأول مرة بصراحة حركة 6 إبريل بزرع الفتن بين الشعب و الجيش. لن أناقش مدى صحة هذا الاتهام و لن أعارضه من الأساس و لن اتحدث عن دور الحركة في نجاح الثورة و إصراراها على نجاحها بالكامل لكني سأسأل: هل درس المجلس العسكري مطالبهم و التي يتفق معاها قطاع من الشعب كبير أو صغير؟ لماذا يلتف حولهم عدد من الناس حين يطالبون بها؟ الإجابة السحرية التي بت أجدها تصلح للإجابة عن كثير من الأسئلة تكمن في مواقف المجلس العسكري نفسه الذي أعلن مساندته للثورة و رغم ذلك مازال الكثيرون يشكون في صحة هذا الأمر. تخيل معي لو أن المجلس العسكري حاول جدياً تفهم مطالب الشعب المختلفة ثم الوصول إلى حلول ترضي أغلب الاطراف -و لن أقول كل الأطراف لأني أعلم جيداً قصة جحا و إبنه و الحمار الشهيرة- هل ستجد نفس عدد المتظاهرين في ميدان التحرير أو ميدان روكسي أو غيرهما من الميادين؟ هل سيضطر المتظاهرون إلى الاعتصام؟ هل سيستمع الناس إلى المغالين في مطالبهم أو الحالمين أو المتشددين؟ لا أعتقد أنه موجود بيننا من يحب التظاهر من أجل التظاهر فقط و احسب أن الحركة ليست اسثناءاً لهذا. فالكرة مازالت في ملعب المجلس العسكري و لكني أطالب الجميع بالتعقل و التحرك المدروس بسرعة معقولة من أجل مصلحة مصر اليوم و ليس غداً.